التحول الديمقراطي في تشاد

التحول الديمقراطي في تشاد .. هل ترسخت قواعده أم أنه بحاجة إلى المزيد من الوقت؟
للإجابة على هذا السؤال لابد لنا أن نعرف المراد بالديمقراطية لأن الحكم على الشئ فرع من تصوره.
الديمقراطية في معناها البسيط المباشر هي حكم الشعب لنفسه ؛ الكل يشارك في الحكم . كان ذلك بهذه البساطة متيسرا وممكنا حينما كانت أثينا عاصمة اليونان قرية صغيرة يعرف اهلها بعضهم بعضا ؛ والجدير بالذكر هنا أن أولائك القوم عندئذ ، لم يكن لهم قوانين مكتوبة يحتكمون إليها ؛ فكان هناك مرشحون أو نواباً، والمرشحون يختارون من جملتهم أيضاً مجلساً خاصاً، ثم المجلس يختار مجلساً، ثم من المجلس الأصغر يتم اختيار الزعامة أو القيادة .
ولما كان من المتعذر جدا أن يشارك كل فرد في المجتمع في الحكم عند توسع البلدان وازياد الناس ، كان لا مناص من تطوير هذه الفكرة وتحسينها . ظل المبدأ موجودا ولكن الاسلوب تغير . فوجدت الدساتير والقوانين والمجالس الفرعية والمجالس البلدية وغير ذلك من أشكال التنظيم والترتيب . وصار هناك ديمقراطية ليبرالية وديمقراطية شعبية وديمقراطية اشتراكية.
هذه التجربة البشرية في الحكم والتي تدعو إلى :
  • التداول السلمي للسلطة والذي معياره البرنامج السياسي الأفضل والأنجع والأفراد الأكفأ والأصلح والذين تختارهم الأغلبية من الشعب  
  • الانتخابات الحرة النزيهة التي توصل من يختاره الشعب من بين الأصلح ليمثله ويشارك في الحكم نيابة عنه.
·         الفصل بين السلطان ، لتكون هناك
o سلطات تشريعية تشرف على تنفيذ القوانين والاحكام ، وتحاسب السلطات التنفيذية وتجيز أو ترفض برنامج الحكومة وأعضائها.
o سلطات قضائية تفصل بين المتخاصمين وتسهر على ضمان التطبيق السليم للقوانين على جميع أفراد المجتمع .
o وسلطات تنفيذية تقوم بتنفيذ الاحكام والقرارات الحكومية .
·         ضمان الحقوق الأساسية للأفراد سواء كانوا قلة أو كثرة
o حق الحياة ، حق التدين ، حق التملك ، حق التعليم ، حق العمل ، حق المواطنة ، حق المشاركة السياسية المتمثلة في تكوين الأحزاب والنقابات واختيار النواب وغير ذلك ، حق التعبير المنضبط ، حق عزل الحاكم إن أخطأ ، باختصار كل ما هو حق للفرد يجب أن يكون محفوظا مصانا.
·         حماية القوانين وصيانتها وليس التمرد عليها والتفلت منها
هذا الشكل من اشكال الحكم والمتعارف عليه في وقتنا الحاضر لا أدعي بأنني احصيت كل التعاريف والنقاشات المتعلقة به ولكني انتقيت وذكرت شيئا من المأمول الذي أطمح أن يتحقق جزء منه وبين التاريخ والواقع المعاش حاليا .
إن كانت هذه الأسس طبقت في تحولنا الديمقراطي في تشاد فنقول بكل فخر واعتزاز نعم لقد ترسخت القواعد . وإن لم يكن الامر كذلك فنقول بأن مشوار الديمقراطية لا زال طويلا ويحتاج إلى ممارسات وتثقيف وتعليم حتى يكبر وينمو ليعاش واقعا .
أما ديمقراطية الحزب الواحد والمشاركة السياسية الخاضعة للمال والجهوية والمحسوبية والتخويف والتزوير ، والديمقراطية التي يفهمها البعض بالتسيب والانفلات وتسفيه الآخرين ، ويفهما البعض بالشعار الفارغ من المضمون والسوط المصلت على رقاب من يطالب بالحرية والعدالة فإنها ممجوجة مردودة .
هذه بعض إجابة على تساؤلات سعيد بن علي الذي سأل لإثراء النقاش وحتى يفهم الآخرون وليس زين العابدين بن علي الذي لم يفهم الديمقراطية ولم يفهم شعبه ، وعندما فهمه بعد مضي خمسين عاما من عمره قضاها في خدمة تونس كان الأوان قد فات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق