السعيد من اتعظ بغيره والشقي من فارق البشر ولم يستفد من العبر


أقول لمن قذفوا ويقذفون بالباطل على الحق ولم يدمغه ، أخاطب القذاذفة الأحياء وليس الأموات ، الجبابرة الدهات  وليس من انتمى إليهم من شرّده الشباب في الصحراء طريدا وكان بالأمس القريب سيدا وكانوا له ظلما خدما وعبيدا ،  إن جابرا ليس جبريلا  ؛ فجبريل رسول إلى خير البشر  وجبريل يتنزل برحمة رب البشر على  البشر ، وجبريل لا يحب أحدا إلا من كتب الله له القبول بين البشر ، أما جابر فأمير كتبت له محبة شعبه، وإجلال قومه ، نادوه بابا جابر في حياته وشيعوه بمئات الآلاف بعد ممتاه. لقد أحسن وأعطى وأغدق وتصدق  ، فاستحق الحب الوفير  والترحّم الكثير .  
إن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها . وكما يقول الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم     *     فطالما استعبد الاحسان إنسانا .
قال بعضهم أنهم لا يستحقون الحياة إذا لم تحبهم الجماهير  .  وكانوا يظنون أو يتوهمون أو هكذا ينقل إليهم المبطلون والمخبرون .  فلقد رأينا الجماهير  تبصق في وجوهم وتجرّهم كالخراف المذبوحة إلى مسالخها . ها قد سمعناهم يقولون "حرام "  والحرام ما اقترفوا ، فكم قتلوا وسفكوا وكم سبّوا وظلموا ؟!!
أيها الأحياء من الرؤساء هذا نداء ممن يحب لكم الخير ولا يبغي لكم الضير
·       لاتسوموا شعوبكم  سوء العذاب   ولا تحيطوا أنفسكم بمن استمرأ الفساد
·       لا تعطوا شعوبكم من الفتات   ولا تتركوا أن يشيع الظلم بين العباد
·       لا تنبتوا وتغذوا في شعوبكم كرها لكم  ولا تنمّوا فيهم حقدا بجوركم
أما إخواني الليبيون المنتصرون على البغي ، الهازمون للطغيان والرجل العييّ : إن من ذاق مرارة اليتم يكون عطوفا كريما ، ومن تلظى واكتوى بنار  الظلم يكون عادلا حكيما ، ومن عاش البؤس والفقر والشقاء يكون للضعيف والمحتاج سندا رحيما .
كونوا مثالا في العدل وقدوة في القسط ومنارة للحق .  أحيطوا إخوانكم بالحبّ وقرّبوهم إليكم بالودّ .  ليحكمكم من تجلت حكمته وسبقت فضيلته،  وشاعت بالخير سمعته ، وقلت رذيلته ، وبانت عفته ،  وتوحدكم كلمته .  ليحكمكم من لأرضكم ينتمي،  وليس لأحضان الأشقر يرتمي  ، ولا بالأجنبي يستقوي ويحتمي . كونوا عونا للوطني الغيور الشجاع الجسور .  إلتفوا حول من يسعى للأرملة والمسكين ويطعم الجائع الفقير ويتألم لألم الصغير والكبير  ، إلتفوا حول من يريد أن يرفع هاماتكم بين الأمم ويجعل لكم سمعة بين الدول ويجعل من ليبيا في مقدمة الركب لا تابعا في الخلف كالذّنب   .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق