لا شك أن من عاشر فترةالثورة المسلحة وعايش جميع فصولها قد مرّ بتجارب عديدة . والشيخ أبو الأنوار من هؤلاء . فما أريده هو أن يذكر لنا وللتاريخ والأجيال القادمة مواطن اخفاقات هذه الثورةالمسلحة وما هي أسباب هذه الاخفاقات ، كماأنه لو استقبل من أمره ما استدبر ماذا كانيصنع لنكون هذه الثورة ناجحة ومفيدة للمجتمع التشادي ؟؟؟
ما هي نصيحته للشبابالمتحمس والذي يريد التغيير العنيف والذيفي نظري لا يصلح ولا يزيد إلا تخلفا ودمارا ؟؟
وكانت إجابتهكالتالي وهي كما سطرها لا أصحح بعض الاخطاء الإملائية فيها :
تقدم الاخ ابو البطل بطرح هذه الاسئله على الشيخابو الانوار وقد اجاب بالتالي
وهي:أذكر مواطن إخفاقات الثورة المسلحة وما هي أسباب إخفاقات هذه الثورة؟كما انكإن استقبلت ما أدبر من أمرك ما ذا تصنع لتكون ناجحة ومفيدة للمجتمع التشادي؟ماهينصيحتك للمتحمسين من الشباب الذين يريدون التغيير العنيف والذي في نظري لا يصلحولا يزيد إلا تخلفا ودمارا.
الجواب: بعد التحية والشكر على توجيه مثل هذه الأسئلة الواضحة والصريحة.
فيما يخص إخفاقات الثورة جاء سؤالك غامضا فاحترت من أين ابدأ لأن عندي كلمت ثورةفي التشاد لا تنطبق إلا لما كان من فرولينا رغم ما وصلت إليه من تشرذم إلا أنروادها كانور صادقين مع أنفسهم ومع أهدافهم وتطلعاتهم وأما أسباب فشلها فكانت أمورعديدة يطول سردها ولا مانع من ان نختطف بعضا منها في عجالة.
1-إن ولادتها جاءت نتيجة قرار ارتجالي لم يأخذ بعين الاعتبار المستوى الشعبيالمتدني جدا في ذالك الوقت لكونه بعيدا عن المفاهيم التي نادت بها الثورة وهيالأشتراكية العلمانية السائدة في تلك الفترة والتي تروج لها ظروف الحرب الباردةفكان التصدي للآمبريالية ونشر الاشتراكية على الطريقة السوفيتية هي القاعدةوالمنطلق لكل ثورة والنموزج المطروح ان ذاك كانت الجزائر مع بنبلا ومصر مع جمالوكوريا مع كملسون والثورات الافريقية في الجز الخضر وانقولا والمزمبيق وردوسيازمبابوي اليوم وغيرها.وكل إفرازات الحرب الباردة.
هذا النمط تبعته ثورة فرولينا ولكن من بدايتها بدأت عرجاء لتحالف حزب الاتحادالوطني بقيادة الشهيد إبراهيم أبتشا وهو اشتراكي وجبهة تحرير تشاد لحسن أحمد موسىوهو إسلامي والباقلاني من امسا حزب وطني افريقي ولكنه اسلامي أيضا. هذا الخليط فيالشعارات لم يجد منظرا من أي طرف من الإطراف كانوا جميعا ابتدئيين مع احترامي لهمويظهر ذالك في النقاط الثمانية المشهورة في برنامج فرولينا. ثم تلتها الانقساماتبمجرد تلك المؤامرة التي راح ضحيتها الشهيد ابوبكر جلابو.
هذه الانقسامات الى جيش أول بقيادت الدكتور ابا صديق والبركان بقيادة الشهيدالباقلاني والجيش الثاني بقيادت مزدوجة من كوكوني وهبري للجيش الثاني ثم جاء الجيشالثالث بقيادة المرحوم محمد عبد الرحمن ومن بعده مدلا وابوبكروقل ما تشاء.الى انانتهت فرولينا الى تسع جبهات عند اتفاقية لاقوس التي جعلت هذه الفصائل تقاسمالسلطة ليس مع النظام الذي حاربته فحسب ولكن مع الجنوب بقيادت كاموقي وهنا يكمنفيه السر الثاني للفشل .ثم جاء انقلاب هبري على الاتفاقية مما ادى الى حرب الاشهرالتسعة داخل العاصمة والذي ادى الى التدخل العسكري الليبي.ومن بعده رجع هبري بدعمقوي من الامريكان والمصريين والسودان نظر لوجودليبيا وأخطأ كوكوني بتوقيعه علىاتفاقية وحدة مع ليبيا وكل هذه المواضيع يحتاج تفصيلها الى كتاب كامل ولكن ذكرتهاللوقوف على جزء من الأسباب الحقيقية التي أدت إلى فشل تلك الثورة.
وأما اذا كنت تتحدث عن ما جرى أخيرا على الحدود الشرقية وبالتحديد من السودانفانها لم تكن ثورة وأفضل وصف لها انها معارضة مسلحة وكنت من بين الذين عاشوا معهامن اليوم الاول ولم اصفها يوما بالثورة وكنت أقول في صراحة في جميع الاجتماعاتوكلما أقدمت الى عمل وحدوي كنت أرئس لجانها ولم تر أبدا كلمة ثورة فيوثائقها.ولكننا نستعمل كلمت مقاومة لانها مشروعة بالدستور الذي ينص في ديباجته علىان الشعب التشادي لن يقبل الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح ولا يقبل فرضهابالسلاح وهذا الأخير هو الذي اقدم عليه دبي برفضه التداول السلمي بتغييره الدستورحتى يحكم مدى الحياة وقد يخلف احد ابنائه.
لماذا؟ لم نسميها ثورة؟لأن العناصر التي تكونت منها المقاومة لم تكن ثورية ولمتقبل ببرامج ثورية انها تتحدث عن تغيير وهو يعني تغيير النظام وكنت أقول نحن نحتاجالى تحرير والفارق كبير سوف أعود اليه وذالك يذكرني قول الشيخ بن عمر لي انك تحلمفي هذا المكان تتحدث عن تحرير وتغيير؟ وكان هذا الكلام بليغا يحمل في طياته معانيكبيرة.
ان المكونات المختلفة أخذت منحا قبليا بين أربع مكونات قبلية رئيسية واخرى حاضرةولو انها لم تذكر كثيرا على السطح. وهذه المكونات سيطرت عليها قبيلتين متناقضتينبدعم قوي من الجهة المساعدة التي رغم التحذير المتكرر لم تفهم اوبالاحرى رفضت أنتفهم إن الاعتماد على هذه القيادات وفرضها بالقوة على الآخرين سيؤدي الى انتائجعكسية وعدم الاستماع الى هذه النصائح جعل الزعيمين الذين ارتكزعليهما الدعم الماديوالعسكري لايتفقون بينهم ويظلمون من تبعهم باستيلائهم على المقدرات والامكاناتبقسمة ضيزى. مما جعل كل واحد يخطط لان يقع اخيه في شباكه او حتى في شباك عدوهماالمشترك..كما إن الذين يشعرون بالغبن من جراء المعاملة من جميع الجهات التي تفرضلهم اما التعامل بما يفرض عليهم واما قفل جميع الابواب دونهم فهؤلاء يجعلون لهمخطت (ب).
فهل يمكن لمعار ضة مسلحة هذا وصفها تنجح ؟لا أظنه وقد أعطيت تفاصيل أكثر في هذاالموضوع عند ردي على أسئلة الاخ/بن موسى فتجدها هناك.
واما قولك ماذا أفعل لو استقبلت ما أدبر من أمري.
فأولا لم أرد منذ أن خرجت للمعارضة قيادة تنظيم سياسي عسكري اعتبارا لما عشته منتجارب في هذا الميدان وفي ظروف أحسن من ما نحن عليها اليوم.فوضعت نفسي تحت تصرف كلمن يريد إسقاط النظام ولو كان في ذالك الوقت جاء أحد أبناء دبي وقال انه يريدإسقاط أبيه لتبعته علما بان سعيي يقف معه عند سقوط النظام . ولكن أعترف اليوم أنذالك كان خطأ فادحا ارتكبته نظرا لاكتشافي مؤخرا وبعد الدخول إلى انجمينا والسيطرةعلى كل شيئ ما عدى قصر الرآسة ثم الخروج منها هذه هي اللحظة التي أدركت فيها إننيأخطئت في اختيار الموقف لأن الأشخاص الذين ظننت أنهم قادرون على تجاوز اعتباراتهمالذاتية لم يكونوا على مستوى المسؤولية ولا يستحقون قيادة الخرفان فضلا عن الرجالفكانت مرارتي قوية كبيرة. أدركت أن الأسباب الحقيقية تكمن في القيادات وانالتقسيمات القبلية التي يعتمدون اليها يمكن ان تتخلى عنهم اذا وجدت قيادة تخرجهممن هذا الوعاء الضيق والدليل على ذالك كان المقاتلون في خندق واحد يدافع بعضهم عنالبعض دون الالتفات الى ما كان يجري بين قادتهم.
إذا يا أخي أبو بتال: إن أول ما يجب فعله هو أن القائد يجب أن تكون له فكرةواضحةعن ما يحمل من تصور للمراحل المختلفة من حياة الثورة والدولة وفيما يخص الشأنالتشادي تكمن مشكلاتنا في ان النظم التي حكمت التشاد لم تغير عن النهج المؤسساتيالذي تركه الاستعمار ولا عن المناهج التعليمية ولا التوجه الاقتصادي ولا النظامالإداري الإقليمي والمركزي كلها استنساخ مما عليه الميتروبول ونحن ليست لنا معالمستعمرثقافة واحدة ولاتاريخ واحد ولا حضارة واحدة ولاجغرافية واحدة وكل هذهالعوامل تطلب التعامل معها بصيغة تنطلق من القيم الحضارية والثقافية والتاريخيةوالجغرافية التي صنعت منا ما نحن عليه وفيه ومعه فما لم تؤخذ هذه المعايير في عينالاعتبار وتصاغ برامجا مدروسا تحليليا للواقع لم تجد التشاد الراحة ولو ان قيمالعدالة والمساواة بين المواطنين اصبحت واقعا ثم طبقت الحريات الأساسية في جوديمقراطي فانها تصل الى الدرب المسدود ما لم تديرها مؤسسات منطلقة من واقعناالمعاش ويدعما منهج تعليمي مستقل يغير المعطيات الثقافية التي تجعل منا تبعا نخدمالاهداف الاستعمارية تلقائيا وغالبا دون ثمن لان العقلية التي نزاول منها نشاطنااليومي مرتبطة بحضارة وثقافة اجنبية. تماما.
وأما عن حماس الشباب اليوم هو جاء نتيجة لممارسات قمعية منحدرة من تصرف قبلي أهوجيهدد مستقبلهم وجعل منهم مواطنين من الدرجة الثالثة. ذالك ما لا يطاق والتغيير ليسله ثلانين مسلكا اما ان يكون تداولا سلميا ويعبر عن طريق صناديق الاقتراع واماانقلابا عسكريا وهذين الامكانيتين اولاهما اثبتت التجربة انه مستحيلا والثاني ضعيفالاحتمال وان حصل يوما فسياتي بواحد من الاسرة الحاكمة لانها وحدها تمتلك السلاح.
والامكانية الثالثة هي العمل المسلح ويحتا ج الى تفادي كل ما ذكرت آنفا في هذهالورقة وفي التي سبقتها.
نأمل ان نكون أفيت بالردود الى اسئلتك ولو اعترف انني جعلتها مختصرة جدا.
ابو الانوار
جاءتمداخلتي على مقال أبي الأنوار كما يلي :
أولاأشكر الشيخ أبا الأنوار على الإجابة على سؤالي وإن كنت أريده أن يكون أكثر تفصيلاوأكثر تشخصيخا وتسمية ، لأن القضية قضيةحياة وموت وتطور أو تخلف لأمة كاملة ، كما أنني وددت أن تكون العبارات أكثر صراحةفيما يتعلق بالمعارضة المسلحة أو التغيير المسلح ، غير أن الإشارة في المقالةواضحة لمن يريد العبرة .
منواقع تجربتي البسيطة أرى الآتي :
· التغيير مطلب حضاري وانساني وكوني ، والواقع التشاديأكثر إلحاحا وأشد حاجة إلى التغيير غيرالصدامي . لأن الوسائل العنيفة في التغيير جرّبت ولم تجد نفعا ولم تؤت ثمارها .
· التغيير الصدامي يعتمد كثيرا على الدعم الخارجي إما منالدول الإقليمية المجاورة أو الدول الخارجية وعلى رأسها فرنسا . وهذا الدعم لهثمنه المادي المتعلق بتدمير البنية التحية (المنهارة أصلا) وإزهاق الأرواحوالممتلكات أو على مستوى التوجيه السياسي وفرض الأجندات ، لأنه في غالبالأحيال تشغل المعارضات المسلحة نفسها بالتسلّح وكسب المعركة على الأرض متجاهلةبرنامجها السياسي والعمل لما بعد الانتصار على الخصم .
· كان للمعارضة المسلحة (التغيير الصدامي) داعما رئيسا وهوالقذافي والذي كان يلعب على الحبلين معا واستفاد المعارضون من تناقضاته ، ولا يخفىعليك أيها القارئ الكريم أنه كان يدعمجماعة خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساوى في دار فور ، وفي الوقت نفسه يرعى المصالحة بينالحركة والحكومة السودانية . القذافي حليفمقرّب من إدريس ديبي وفي ذات الوقت يدعم جماعة محمد نوري ، ومحمد نور عبدالكريم(صالح ثم اختفى) . بمعنى أنه يسعى وراء مصلحته الخاصة ويريد تنفيذ أجندة لهويستعمل القيادة التشادية والمعارضة للعب الدور . كما أن الداعم الآخر وهو السودانتصالح مع ديبي (وإن مؤقتا) وأوجدوا قوات في الحدود المشتركة ولم يكن للمعارضة سنداأو مؤويا في الشرق من الناحية النظرية . وما كان السودان يدعم المعارضة المسلحةإلا كيدا ومعاملة بالمثل وليس لمصلحة الشعب التشادي وحبا في استقراره وتنمية بلده.
· وهل عملت فرنسا يوما لمصلحة الأمة التشادية ؟؟ ألمتستعمرها وتنهب خيراتها وتمح حضارتها وصلتها بماضيها المشرق ؟؟ ألم تكبّلهابثقافتها وتربط اقتصادها وعملتها بها ؟؟؟ وهل من معارضة مسلحة انتصرت على النظامالحاكم في تشاد إلا ووجدت الضوء الأخضر والمباركة من فرنسا أولا ؟؟ وهل تشاد إلامستعمرة فرنسية مسلوبة الإرادة السياسية الحقيقية .!!! (الشواهد كثيرة)
· الانقلابات العسكرية بلية أخرى . ومتى فهم العسكر فيالسياسة والإدارة الرشيدة لحكم البلاد ؟؟؟ هل نستطيع أن نضرب مثالا واحدا فيالحاضر أوالماضي لانقلاب عسكري خرج بالدولة إلى برّ الأمان ووضعا في مصاف الدولالمتقدمة وعاش أهلها أعزّاء آمنين ؟؟؟ الانقلاب العسكري الذي قاده عبدالناصر فيمصر أفرز السادات (عسكري) فاتفاقية كامب ديفيد، ثم أفرز مبارك (عسكري) الذي انبطحتفيه مصر وتخلّفت وصار يملى عليها ، بينما كان ينبغي أن تقود مصر الأمة العربيةكلها . فالانقلاب العسكري غالبا إما أن يكون بإيعاز خارجي ، أو من واحد وطني لايرضى عنه الأقوياء فيسلّطون عليه رفاقه ليصفّوه كما حدث مع توماسسانكارا .
· مستوى الطرح الذي يتبناه المشتغلون بوسائل الاتصالالحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي والجيل الجديد الذي أتيحت له الفرص التي كانتمعدومة عند أسلافه والذي يؤمل فيه خير ، لم يرتق إلى مستوى بعد النظر الذي يتجردعن الذات ، وينظر إلى مستقبل أكثر اشراقا لأحفاده (ليس له ولأولاده فقط) ولم يرتقإلى وضع الخطط والبرامج والبدائل المفيدة . وسخّر هذه المساحات الحوارية للدردشةوالفضفضة ، وانتقاص الآخرين في أحيان كثيرة بل المحزن أن النزعات العرقية والقبلية والأمراض المزمنة طفت في سطح هذهالمنتديات ، ولا أستبعد أن الاستخبارات ومن لا يريدون لتشاد خيرا ولا للشباب أنيتحد حول هدف سام واحد تلعب هذه اللعبة القذرة لأنهم يعرفون نقاط الضعف في المجتمعالتشادي .
· وعليه ؛ لابد من إيجاد جيل جديد يؤمن بالوحدة الوطنية، يؤمن بقيم الحرية والعدالة والكرامةالآدمية ، يؤمن بالمساواة وحقوق الإنسان ،يضع المصلحة العليا للبلد فوق كل اعتبار .
o جيل يتسلح بسلاح العلم والمعرفة والثقافة العالية
o جيل يتربى على طهارة النفس من البغض والكراهية وأكلأموال الناس بالباطل
o جيل يطمح أن تكون بلده في المقدمة وليس في الذيل.
o جيل يسعى إلى ترسيخ مفاهيم التبادل السلمي للسلطة والحكمالرشيد
o جيل يتربى على حب المساهمة وإشراك الآخرين في بناء هذاالكيان الكبير ولا يقصي الآخرين من بنيوطنه .
o جيل يسخّر الاقتصاد الحقيقي لبلده والمتمثّل في خصوبةالأرض والثروة الحيوانية والبترول والمعادن للنهوض بالمستوى المعيشي للناس .
o جيل يتفانى في تقديم الخدمة والمساعدة للآخرين ويتشرفبذلك . في الصحة والتعليم والغذاء والكساء وماء الشرب النظيف .
o جيل يضع نصب عينيه محاربة الأمية والجهل بإيجاد معلّمينمربين مبتعثين أكفاء يبنون مدارس نموذجية ويعلمون ويربّون النشأ ، ويعملون علىالإنسان قبل المكان .
o جيل همّهالمعالي والسمو
o جيل يسعى إلى إيجاد إعلام خاص يهدف إلى التوعية والتثقيفوالتعليم وشحذ الهمم ومحاربة السلوكيات الخاطئة والمنحرفة .
o جيل متميز في جميع المجالات العلمية والأدبية
o جيل يصلح في كل المجالات التي أفسدتها الأيام في السياسةوالاقتصاد والصحة والتعليم والتخطيط والتنمية والثقافة والإعلام .
· هذا التغيير عملية تراكمية تحتاج إلى نفس طويل وصبر واصطبار بعيدا عن التشنج والحماقة بعيدا عن الإقليميةوالجهوية . والنتائج بإذن الله فعّالة ومضمونة .
· هذا التغيير لايقتصر على فرد دون آخر ولا على فئة دونأخرى .
· هذا التغيير لا يعني تكوين أحزاب سياسية فقط ؛ لأنهاتعمل في إطار ضيّق يعنى بالسياسة والحكم فقط .
· هذا التغيير يعنى مؤسسات المجتمع المدني المختلفة ، المتناسقة ، المتكاملة ، المتعاونة فيما بينهاوالتي يجمعا هدف واحد وهو النهوض بهذه الأمة التشادية . كل مؤسسة تتخصص في جانبواحد أو أكثر يصب في النهاية في مصبّ واحد.
هذه وجهة نظري للخروج من أزمتنا ، أرجو مشاركتي بأرائكم لتعديل الأفكار وتصويبهاوتقويمها وتفعيلها .
-------------------
جاءت مداخلة أبي الأنوار كما يلي :
أوافق أبو بطل فيما ذهب اليه من تحليل لواقع مرير مرتبه التشاد ولم تزل تبرقع في أطون ومزبلة هذا الصنيع القاسي المرير. غير أن طلب التغييرغير الصدامي الذي يشير اليه يبعد عن الواقع المعاش ويا للأسف لأن التغيير غير الصدامييعني المرور بواسطة صناديق الأقتراع وذالك مستحيل مستحيل مستحيل ما دام ادريس دبي فيالسلطة كما أن احداث البرامج أوالخطط التي يطرحها أخونا ابوبطل لايمكن ان تحدث مع دبيلأنه لايعرف قيمة الدولة وأقولها ليس بغرض التنقيص من شأنه ولكنه لايعلمها نظرا للقصورالمبالغ في مستواه التعليمي ولايعترف به وليس هناك أخطر من الذي يدعي العلم وهو لايعلم.فيما عدى ذالك فأقول ليس هناك من يرغب ان يعرض حياته للخطر وأمامه الحلول السلمية أنااليوم لي من العمر 67 سنة وكنت قبل سنة أحمل السلاح ومع المقاتلين في ساحات القتالرغم اعتراض الكثيرين ونحمد الله على ما أعطاني من مال حلال وأولاد وبنات هل ترى منكانت تلك حاله يعرض نفسه للموت في الغابة اذا كان من الممكن وجود حلول سلمية لما نحنعليه؟لاأظن ذالك أذا رغم ان الواقع كما قال أبو بطل يملي على من أراد حسم السلطة فيالتشاد بالسلاح ان يجد موافقة من فرنسا وقبل ذالك كانت فرنسا وليبيا يتقاسمان الادوارفي التشاد نعم ولكن اليوم يختلف الحال تماما لأن فرنسا والغرب كله غارق في ديونه السياديةووضعه الاقتصادي المتردي وليس هناك حل لذالك رغم ظهورهم المتعصب واظهار قوة ليست موجودةأصلا الا ان أحوالهم ستزيد ردائة الى منتصف هذا القرن ولا أشك في ذالك غير ان العقليةالتي رسموها في عقول الآخرين بقيةت جاسمة تجسيم الغول في عقول الاطفال .
من هنا انالحل المسلح في التشاد قد لايكون هناك مفرا منه لكنه قد يحصل من داخل الحدود اذا عملالناس بجد واجتهاد ولعل الطريق مفتوح لكثير من الجهات
من هنا انالحل المسلح في التشاد قد لايكون هناك مفرا منه لكنه قد يحصل من داخل الحدود اذا عملالناس بجد واجتهاد ولعل الطريق مفتوح لكثير من الجهات
آخرمداخلة لي جاءت كما يلي :
سيدي الفاضل..أحيي حماستك ، غير أنني أختلف معك في المبدأ. مبدأ التغيير المسلح ... لعل الواقع المريروغياب الحرية الحقة وغياب المؤسسات أفقد الناسالأمل وألجأهم إلى الحلول العسكرية ... غير أن ما أعنيه هو التغيير المتدرج الذي يبنيالإنسان قبل كل شيئ ، يكون الاهتمام بالإنسان في الدرجة الأولى وفي ذات الوقت تبنىالمؤسسات الأهلية التي تلتقي مع بعضها في هذه الغاية . والبناء المجتمعي لا يقتصر علىالحكومة والسلطة فقط بل يتعداهما إلى مناح أخرى للحياة كثيرة ، منها المناحيالتعليمية والصحية والاجتماعية . صحيح إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآنولكن المرحلة والوضع يقتضي السير بهذا المنهج ، كما أن شخصية الرئيس هذا زائلة لامحالة إن لم يمت في ساحة المعركة فإنه بشر وهو ميّت ولا يربط به مصير أمه كاملة . إن أردنا لهذا المجتمع أن يكون بعيدا عن"هوّان نفس ما نفعها " لأنه لميسرق مال الحكومة ، وأن يكون بعيدا عن "حقّ القورو" بمعنى الرشوة . وأنيتخلص من هذه الثقافة السيئة كأن يقضي حاجته في الشارع وإذا سألته لماذا تفعل ذلكفيقول "C ést lademocratie" إنها الديمقراطية (والله لا أنكّت ، فهذا حدث مررت بهشخصيا) ، وأن يحترم الآخرين لأنهم بشرمثله ولا يعتبرهم عبيدا أو "نوبة" أو حدّاد فلا بد من العمل الدؤوب الذي يربي النفوس ويزرع فيها القيمالإنسانية العليا وفي ذات الوقت يبنيالمؤسسات التي تقوم بهذا الجانب وتؤدي هذا الدور .