الإنسلامالــــــــــــــــــــــية

لعل أحدا لم يسمع بهذا المصطلح الغريب ، لعله لميرد بين مصطلحات الساسة ورجال القانون. غير أني سمعت به في عقلي ووجداني ووجدته بينثنايا الدين والسياسة وعلم الاجتماع ، كما أحسست بوجوده اصطلاحا بين بني جنسي وقومي وإن كان غائبا عنهم لغة.
الحب قيمة يشترك فيهاالناس جميعا ويسعون للاحساس بها حتى من الحيوانات إن هم فقدوها من البشر.
العدل مبتغى البهائموالآدميين وبه قوام الدولة والدين
الحق منتهى ما يصبوا إليهالصغير والكبير ،  والصدق مكرمة ومنقبة بلهو صفة النبيّين ، الكذب خسة ومرذلة وخصلة من خصال الشياطين  الوفاء بالعهد رجولة  والحنث دنائة وادّعاء للبطولة ، الكرممحبوب  وصاحبه مرغوب ، والشّح ممجوج  وصاحبه بين الناس مبغوض .  من من الناس لا يبغي العطف والرحمة والحلموالتسامح والاحترام والتقدير ؟؟؟  ألا يكره غالب الناس الكذّابين والدّجّالين والظلمةوقساة القلوب والفاجرين والمتعجرفين المتكبرين ؟؟؟  بلى والله إلى هنا أيها القارئ الكريم  إذا لم تتفق معي،  فلن تصل معي إلى استنتاج ومدلول الإنسلامالية.
ألميناد الإسلام بالحق والعدل والحرية والكرامة ؟ ألم يحفظ الإسلام للناس جميعا حقوقهمواعطاهم حريتهم وخيرهم بين الكفر و الإيمان ؟ ألم يشرّع الإسلام الشورى في الحكموالمشاركة السياسية لمن شاء ؟  ألم يتدرجالإسلام في تطبيق الأحكام ؟ ألم يستمر الرسول في ترسيخ وحدانية الله والعبودية للهوعزة النفس وعدم المذلة إلا لله ونبذ الشرك بالله   والخضوعله وحده سبحانه لمدة ثلاث عشرة سنة ؟  ثملمّا آمن الناس وصدقوا محمدا صلى الله عليه وسلم وجاهدوا بأموالهم وانفسهم وصفتنفوسهم واشرأبت أرواحهم وتطلعت لما هو باق عند الله ، فرضت عليهم باقي الأحكامفتقبلوها بكل أريحية واستسلام وأقبلوا على الصلاة والصيام وأراقوا الخمر بين طرقاتالمدينة بعد أن كانت في كل بيت تقريبا .
 
إنذاك المجتمع الذي تدرجت فيه هذه الأحكام ولم تطبق فيه دفعة واحدة لفيه من الخصالالحميدة ما ندر واندسر  في كثير من مجتمعاتالقرن الحادي والعشرين . فعندنا من البعد عن الدين والآدمية والإنسانية ما الله بهعليم  فالتدرج إذن أوجب وألزم .  هنا الجزء الثاني من الإنسلامالية .
قوام هذه الحياة هو المالولا ازدهار ولا تطور ولا تنمية بدون هذا العصب الذي إن شلّ أو قطع ماتت الحياةالحاضرة .  إن أحد مترادفات التخلف الثلاثةهو الفقر أو انعدام المال . لا احسبني آتي بجديد إن قلت بأن من يحكم العالم اليومهو رأس المال الجشع الطماع الذي يأكل الأخضر واليابس ، مالك شركات النفط ، صاحبالبنوك العالمية ، صاحب مصانع السيارات والطيارات ، صاحب مصانع السلاح ، بائع ومروجالأسهم والسندات  المتحكم في أكثر من 60%من اقتصاد العالم . فالمال مهم جدا لأي تنمية أو مدنية أو تطور ، وهو حقّ من حقوقالناس جميعا  والحفاظ عليه مقصد عظيم منمقاصد الشريعة الاسلامية الخمسة (حفظ النفس ، حفظ الدين ، حفظ المال ، حفظ العقل ،حفظ العرض )  وإن استأثرت به مجاميع صغيرةفي هذا العالم .  
فلماذا لا ندعوا الناس إلىإقامة الحق والعدل والحرية ، وهل الإسلام إلا حق وعدل وحرية وكرامة ، هل صيانةالمال والحفاظ عليه وتسخيره في البناء والتعمير  إلا مطلب شرعي .
فما أبغيه وأشير إليه هو الإنسانيةالتي لا يختلف عليها الناس أينما وجدوا ، بقيم الحرية والكرامة والعدل والحقوق والمساواة
والإسلام الذي يكرم الناسويعزهم ويرفع رؤوسهم ويحفظ آدميتهم ويدافع عن حقوقهم وممتلكاتهم .
والرأسمالية ورأس المال هو الذي تتقدم بهالدول  وتتطور وتترفه به الشعوب وتزدهر . فلا أحد يعاديك أو يسبّك أو يتهمك بالتطرف والخبول والجنون إن دعوت  إلى هذه القيم الربانية بالحكمة والموعظة الحسنة  ما لم يكن هو المتطرف في فكره وعقله .
هذا ما أعنيه بالإنسلامالية.   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق